انطلقت مؤخرا أكبر حملة للإقلاع عن التدخين على مستوى الوطن العربي تنظمها الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين عبر الشبكة العنكبوتية. وتتلخص فكرة الحملة بمراسلة أكثر من (10.000.000)، تلك الجهود المتميزة يجب ان تترافق وتعاون كافة الجهات ذات العلاقة ولعل الناحية الصحية هي الانعكاس السلبي الحقيقي جراء التدخين،لذا لابد ان تتكاتف جهود القائمين على الحملة مع المختصين في شتى المجالات الصحية خاصة المعنيين بالتثقيف الصحي كل حسب تخصصه ليبين الأثر السيئ الناتج عن التدخين حيث لا تتركز المشاكل على الجهاز التنفسي والصدر والرئتين فقط بل تمتد لنواح عديدة تشمل الضعف الجنسي والسرطانات بأنواعها وغيرها،ومن هنا كان علينا لزاماً العمل والتعاون في الحد من هذه الظاهرة، خاصة وان تدخين السجائر يُعدُّ الرقم الأول في قائمة مسببات الوفاة والتي يمكن تجنبها في كثير من البلدان ومن تلك التأثيرات ما يتعلق بالنواحي الجلدية وهي ما سنعرض له اليوم
عادة ادمانية
التدخين عبارة عن عادة ادمانية مقترنة بشكل وثيق بأمراض داخلية خطيرة تصيب الجسم مثل السرطان، أمراض الرئة، الأمراض المتعلقة بالقلب والأوعية الدموية، وكما يسبب التدخين أمراضاً جلدية ومعرفة هذه الأمراض الجلدية بسبب التدخين يمكن أن تشكل أداة مهمة للأطباء لتثقيف وتحفيز المرضى للإقلاع عنه وفي مقالنا هذا سنتطرق إلى دراسة الأمراض الجلدية ذات الصلة بالتدخين.
يؤثر على شفاء الجروح
الأطباء لطالما شكوا بأن من شأن التدخين إلحاق الضرر في شفاء الجروح خصوصاً في مرحلة ما بعد القيام بزرع أنسجة حية في جزء آخر من الجسم ففي عام 1977م كشفت الأبحاث عن التأثير الضار للتدخين في عملية شفاء جروح اليد ومنذ ذلك الوقت أكدت الدراسات هذه الحقيقة.
كما بينت دراسة بأن مدخني علبة سجائر يومياً هم أكثر عرضة ب 3مرات للتعرض لموت موضعي للنسيج الحي من غير المدخنين كما وأن مدخني علبتين من السجائر يومياً هم عرضة 6مرات للإصابة بالموت الموضعي للنسيج من غير المدخنين.
تأثيرات سلبية
تتأثر آلية هذه النتائج الضارة بعدة عوامل فالنيكوتين في السجائر بسبب انقباض الأوعية الدموية في الجلد يسبب نقص تغذية الأنسجة بالأوكسجين كما يزيد التدخين الكربوكسي همغولين ومن مجموع الصفائح الدموية ومن لزوجة الدم ويقلل من مخزون الكولاجين وتشكل البروستاسيسلين prostacycln والتي لها جميعاً تأثيرات سلبية في شفاء الجروح إضافة إلى أن انقباض الأوعية الدموية في الوجه حتى 90دقيقة. لذا فإن تدخين علبة واحدة يومياً يبقي الأنسجة تعاني من نقص في الأوكسجين تقريباً طول اليوم ورغم أنه لا توجد حقائق رسمية في هذا الشأن إلا أن العديد من جراحي الجلد يعتبرون أنه يكون من الحكمة نصح المريض بالكف عن التدخين على الأقل أسبوعاً قبل وبعد الجراحة خصوصاً إذا تطلب الأمر عملية زرع أنسجة.
تجاعيد مبكرة
أثبتت الدراسات بأنه عند المقارنة مع الجنس الأنثوي من غير المدخنات نجد بأن معظم المدخنات يعانين من جلد السجائر أي يكون الجلد رمادياً وشاحباً ومجعداً كما أنه وبدراسة كبيرة أجريت أكدت الحقيقة المعروفة مسبقاً بأن المدخنين يعانون من تجاعيد مبكرة في الوجه وأكثر عدداً مقارنة بغير المدخنين ومصطلح وجه المدخن يعبر عن هذه النظرية لكن في الواقع تميل النساء أكثر للمعاناة من التجاعيد التي يسببها التدخين لكن النسب تتباين بسبب عوامل أخرى كالتعرض للشمس والذي قد يكون مسؤولاً لا جزئياً عن هذه الملاحظة.
فقر دم احتباسي
كما أن الاسكيمية المزمنة (فقر دم احتباسي) في الأدمة بسبب تأثيرات التدخين في تضيق الأوعية الدموية يُعدُّ أيضاً من العوامل المساعدة إضافة إلى ضعف صناعة الكولاجين بسبب الاسكيمية المزمنة والذي يمكن أيضاً أن يؤثر، كما من الممكن للعوامل المؤكسدة البديلة للتدخين المساهمة في إحداث تجاعيد الوجه المبكرة وبما أنه لا يعاني جميع المدخنين من "وجه المدخنين" فإن من الممكن للعوامل الجينية أن يكون لها دور أيضاً.
التهاب الغدد العرقية القيحي
شملت دراسة ل 149مريضاً بالتهاب الغدد العرقية القيحي ووجد بأن 84% من النساء و85% من الرجال الذين يعانون من هذه العلاقة لا تُعدُّ واضحة إلا أن الدراسة اقترحت بأنه من الممكن أن يساهم التدخين في تسبب التهاب الغدد العرقية القيحي وذلك بإحداث تغيير في أداء كريات الدم البيضاء ونشاط الغدد العرقية كما إن إفراز محتويات التبغ السام في العرق لها دورها أيضاً ضعف شفاء الجروح.
داء البثور الأحمض
أجريت الكثير من الدراسات التي تدرس العلاقة بين التدخين وداء البثور الأحمض الراحي (ppp) وقد شملت أكبر هذه الدراسات 216مريضاً مصاباً ب ppp ووجد بأن 80% منهم كانوا مدخنين مصابين بالمرض وفي الواقع يكون المدخنين عرضة بمقدار 7.2مرات لخطر الإصابة ب ppp مقارنة مع غير المدخنين كما أظهرت دراسات أخرى بأن معظم المرضى المصابين ب ppp ( 80- 100%) هم مدخنون ولسوء الحظ لن يجدي الانقطاع عن التدخين دائماً في تحسين حالة ال ppp لكن احتمالية الكف عن التدخين في الوقت نفسه والتصميم على ذلك تُعدُّ جزءاً من برنامج العلاج أيضاً تُعدُّ العلاقة بين التدخين وتولد مرض ال ppp وتتطوره غير واضحة لكن إحداث تغير في أداء كريات الدم البيضاء على الأغلب هو العامل الأساسي.
الصدفية والتدخين
أجريت الكثير من الدراسات حول العلاقة بين الصدفية والتدخين ورغم أنه من الواضح بأن العلاقة إيجابية وواضحة إلا أنها لا تُعدُّ تقريباً كوضوح العلاقة بين التدخين وppp فقد وجدت الدراسات أن نسبة المدخنين المصابين بالصدفية هي نسبة عالية لكن العلاقة بين التدخين والصدفية غير مفهومة بشكل كامل.
سرطان الخلية الحرشفي
أظهرت العديد من الدراسات بأن المدخنين هم أكثر خطراً للإصابة بسرطان الخلية الحرشفي (scc) للجلد مقارنة مع غير المدخنين وكانت أول دراسة أجريت حول هذه العلاقة قبل 35سنة حيث وجد بأن الإصابة بالورم الشوكي القرني Keratoucanthomas يكون أكثر شيوعاً بين المدخنين من غير المدخنين أما حديثاً فقد أجريت أيضاً دراسات عدة أدت وجود علاقة واضحة بين التدخين وscc للجلد ويزداد عدد الإصابة بسرطان الخلية الحرشفي في الجلد بشكل مطرد مع عدد الباكيتات المدخنة يومياً ومدة ممارسة عادة التدخين وبإيجاز فإن المدخنين معرضون أكثر لخطر الإصابة ب SCC الجلدي والذي قد يكون نتيجة تأثيرات التدخين في كبح المناعة.
سرطان الخلية القاعدي
معظم الدراسات لم تظهر أية علاقة بين التدخين وسرطان الخلية القاعدي (BCC) لكن آخر الدراسات التي أجريت أثبتت نسبة الإصابة ب BCC وفقاً للحجم حيث وجدت علاقة بين التدخين والإصابة بأورام BCC التي يزداد حجمها عن سنتيمتر واحد لكن ليست تلك إلا أوراماً أصغر من السنتميتر.
ظهور ثانوي للخلايا السرطانية
رغم عدم وجود دليل يربط بين التدخين والخطر المتزايد للإصابة بالورم القتاميني إلا أن العديد من الدراسات أظهرت بأنه عند المقارنة مع غير المدخنين فإن المدخنين أكثر احتمالاً للمعاناة من ظهور ثانوي للخلايا السرطانية في غير مكانها في البداية وأقل احتمالاً للشفاء من المرض بعد التشخيص وأكثر احتمالاً لظهور ثانوي لخلايا سرطانية في غير مكانها في الأمعاء وأكثر احتمالاً للوفاة من الورم القتاميني من غير المدخنين وعلى الأغلب فإن للمدخنين فرصة أضعف للشفاء من الورم القتاميني بما فيها الترصد المناعي الضعيف والقدرة الأقل في إحداث استجابة مناعية للسرطانات القتامينية المتأصلة.
عادة ادمانية
التدخين عبارة عن عادة ادمانية مقترنة بشكل وثيق بأمراض داخلية خطيرة تصيب الجسم مثل السرطان، أمراض الرئة، الأمراض المتعلقة بالقلب والأوعية الدموية، وكما يسبب التدخين أمراضاً جلدية ومعرفة هذه الأمراض الجلدية بسبب التدخين يمكن أن تشكل أداة مهمة للأطباء لتثقيف وتحفيز المرضى للإقلاع عنه وفي مقالنا هذا سنتطرق إلى دراسة الأمراض الجلدية ذات الصلة بالتدخين.
يؤثر على شفاء الجروح
الأطباء لطالما شكوا بأن من شأن التدخين إلحاق الضرر في شفاء الجروح خصوصاً في مرحلة ما بعد القيام بزرع أنسجة حية في جزء آخر من الجسم ففي عام 1977م كشفت الأبحاث عن التأثير الضار للتدخين في عملية شفاء جروح اليد ومنذ ذلك الوقت أكدت الدراسات هذه الحقيقة.
كما بينت دراسة بأن مدخني علبة سجائر يومياً هم أكثر عرضة ب 3مرات للتعرض لموت موضعي للنسيج الحي من غير المدخنين كما وأن مدخني علبتين من السجائر يومياً هم عرضة 6مرات للإصابة بالموت الموضعي للنسيج من غير المدخنين.
تأثيرات سلبية
تتأثر آلية هذه النتائج الضارة بعدة عوامل فالنيكوتين في السجائر بسبب انقباض الأوعية الدموية في الجلد يسبب نقص تغذية الأنسجة بالأوكسجين كما يزيد التدخين الكربوكسي همغولين ومن مجموع الصفائح الدموية ومن لزوجة الدم ويقلل من مخزون الكولاجين وتشكل البروستاسيسلين prostacycln والتي لها جميعاً تأثيرات سلبية في شفاء الجروح إضافة إلى أن انقباض الأوعية الدموية في الوجه حتى 90دقيقة. لذا فإن تدخين علبة واحدة يومياً يبقي الأنسجة تعاني من نقص في الأوكسجين تقريباً طول اليوم ورغم أنه لا توجد حقائق رسمية في هذا الشأن إلا أن العديد من جراحي الجلد يعتبرون أنه يكون من الحكمة نصح المريض بالكف عن التدخين على الأقل أسبوعاً قبل وبعد الجراحة خصوصاً إذا تطلب الأمر عملية زرع أنسجة.
تجاعيد مبكرة
أثبتت الدراسات بأنه عند المقارنة مع الجنس الأنثوي من غير المدخنات نجد بأن معظم المدخنات يعانين من جلد السجائر أي يكون الجلد رمادياً وشاحباً ومجعداً كما أنه وبدراسة كبيرة أجريت أكدت الحقيقة المعروفة مسبقاً بأن المدخنين يعانون من تجاعيد مبكرة في الوجه وأكثر عدداً مقارنة بغير المدخنين ومصطلح وجه المدخن يعبر عن هذه النظرية لكن في الواقع تميل النساء أكثر للمعاناة من التجاعيد التي يسببها التدخين لكن النسب تتباين بسبب عوامل أخرى كالتعرض للشمس والذي قد يكون مسؤولاً لا جزئياً عن هذه الملاحظة.
فقر دم احتباسي
كما أن الاسكيمية المزمنة (فقر دم احتباسي) في الأدمة بسبب تأثيرات التدخين في تضيق الأوعية الدموية يُعدُّ أيضاً من العوامل المساعدة إضافة إلى ضعف صناعة الكولاجين بسبب الاسكيمية المزمنة والذي يمكن أيضاً أن يؤثر، كما من الممكن للعوامل المؤكسدة البديلة للتدخين المساهمة في إحداث تجاعيد الوجه المبكرة وبما أنه لا يعاني جميع المدخنين من "وجه المدخنين" فإن من الممكن للعوامل الجينية أن يكون لها دور أيضاً.
التهاب الغدد العرقية القيحي
شملت دراسة ل 149مريضاً بالتهاب الغدد العرقية القيحي ووجد بأن 84% من النساء و85% من الرجال الذين يعانون من هذه العلاقة لا تُعدُّ واضحة إلا أن الدراسة اقترحت بأنه من الممكن أن يساهم التدخين في تسبب التهاب الغدد العرقية القيحي وذلك بإحداث تغيير في أداء كريات الدم البيضاء ونشاط الغدد العرقية كما إن إفراز محتويات التبغ السام في العرق لها دورها أيضاً ضعف شفاء الجروح.
داء البثور الأحمض
أجريت الكثير من الدراسات التي تدرس العلاقة بين التدخين وداء البثور الأحمض الراحي (ppp) وقد شملت أكبر هذه الدراسات 216مريضاً مصاباً ب ppp ووجد بأن 80% منهم كانوا مدخنين مصابين بالمرض وفي الواقع يكون المدخنين عرضة بمقدار 7.2مرات لخطر الإصابة ب ppp مقارنة مع غير المدخنين كما أظهرت دراسات أخرى بأن معظم المرضى المصابين ب ppp ( 80- 100%) هم مدخنون ولسوء الحظ لن يجدي الانقطاع عن التدخين دائماً في تحسين حالة ال ppp لكن احتمالية الكف عن التدخين في الوقت نفسه والتصميم على ذلك تُعدُّ جزءاً من برنامج العلاج أيضاً تُعدُّ العلاقة بين التدخين وتولد مرض ال ppp وتتطوره غير واضحة لكن إحداث تغير في أداء كريات الدم البيضاء على الأغلب هو العامل الأساسي.
الصدفية والتدخين
أجريت الكثير من الدراسات حول العلاقة بين الصدفية والتدخين ورغم أنه من الواضح بأن العلاقة إيجابية وواضحة إلا أنها لا تُعدُّ تقريباً كوضوح العلاقة بين التدخين وppp فقد وجدت الدراسات أن نسبة المدخنين المصابين بالصدفية هي نسبة عالية لكن العلاقة بين التدخين والصدفية غير مفهومة بشكل كامل.
سرطان الخلية الحرشفي
أظهرت العديد من الدراسات بأن المدخنين هم أكثر خطراً للإصابة بسرطان الخلية الحرشفي (scc) للجلد مقارنة مع غير المدخنين وكانت أول دراسة أجريت حول هذه العلاقة قبل 35سنة حيث وجد بأن الإصابة بالورم الشوكي القرني Keratoucanthomas يكون أكثر شيوعاً بين المدخنين من غير المدخنين أما حديثاً فقد أجريت أيضاً دراسات عدة أدت وجود علاقة واضحة بين التدخين وscc للجلد ويزداد عدد الإصابة بسرطان الخلية الحرشفي في الجلد بشكل مطرد مع عدد الباكيتات المدخنة يومياً ومدة ممارسة عادة التدخين وبإيجاز فإن المدخنين معرضون أكثر لخطر الإصابة ب SCC الجلدي والذي قد يكون نتيجة تأثيرات التدخين في كبح المناعة.
سرطان الخلية القاعدي
معظم الدراسات لم تظهر أية علاقة بين التدخين وسرطان الخلية القاعدي (BCC) لكن آخر الدراسات التي أجريت أثبتت نسبة الإصابة ب BCC وفقاً للحجم حيث وجدت علاقة بين التدخين والإصابة بأورام BCC التي يزداد حجمها عن سنتيمتر واحد لكن ليست تلك إلا أوراماً أصغر من السنتميتر.
ظهور ثانوي للخلايا السرطانية
رغم عدم وجود دليل يربط بين التدخين والخطر المتزايد للإصابة بالورم القتاميني إلا أن العديد من الدراسات أظهرت بأنه عند المقارنة مع غير المدخنين فإن المدخنين أكثر احتمالاً للمعاناة من ظهور ثانوي للخلايا السرطانية في غير مكانها في البداية وأقل احتمالاً للشفاء من المرض بعد التشخيص وأكثر احتمالاً لظهور ثانوي لخلايا سرطانية في غير مكانها في الأمعاء وأكثر احتمالاً للوفاة من الورم القتاميني من غير المدخنين وعلى الأغلب فإن للمدخنين فرصة أضعف للشفاء من الورم القتاميني بما فيها الترصد المناعي الضعيف والقدرة الأقل في إحداث استجابة مناعية للسرطانات القتامينية المتأصلة.